شهادة من علي لفتة سعيد
علاء مشذوب وثق كربلاء من هنا والربيعي يقود “نفس البايسكل” إلى الحكمة منذ 40 عاماً
العباسية الشرقية (كربلاء) 964
أواخر السبعينات، ربح الكاتب الكربلائي طه الربيعي دراجة هوائية في مسابقة نظمتها “إذاعة بغداد”، وبعد أكثر من نصف قرن، مازال الربيعي يتنقل على دراجته تلك، التي يقودها إلى “الحكمة” إحدى أهم مكتبات كربلاء، ومقر صدور مجلة “صدى كربلاء” التي نشرت فيها المؤلفة أنعام كجه جي، والكاتب الراحل علاء مشذوب حتى اغتياله وسط المدينة في شباط 2019.
صور: مكتبة الناصرية صارت على الـ "باركود".. 12 ألف عنوان بضغط زر
صباح كل يوم، يقود “طه الربيعي” دراجته التي ربحها في مسابقة ثقافية أواخر السبعينات، ويفتح أبواب مكتبته المعروفة في أحد أزقة محلة العباسية الشرقية وسط المدينة، ثم يبدأ بترتيب الكتب ومواصلة الكتابة عن تراث مدينته.
الكاتب طه الربيعي – صاحب المكتبة لشبكة 964:
إلى جانب عملي المتواصل بالكتابة عن كربلاء، أدير مكتبتي “الحكمة” منذ العام 1994، وتنقّل مقرها أكثر من مرة داخل المدينة القديمة حتى استقرت أخيراً في محلة العباسية الشرقية منذ أكثر من 10 أعوام.
أصدر من مكتبتي هذه مجلة “صدى كربلاء” التي صدر عددها الأول عام 2006، وتعنى بتراث المدينة، ووصلت إلى العدد 50 بدعم ذاتي.
كتب في مجلتي الكثير من الباحثين والأدباء العراقيين والعرب، منهم الراحل الدكتور علاء مشذوب والروائية أنعام كجه جي والشاعر عماد الدين التونسي.
رحلتي مع الكتابة بدأت حينما شاركت عام 1976 في مسابقة نظمتها مجلة “الإذاعة والتلفزيون” المصرية حول الأهرامات في الأغنية الوطنية المصرية، وكانت مساهمتي عن أغاني عبد الحليم وفزت في المسابقة.
لدي عدة مؤلفات في تاريخ المدينة مثل “موسوعة أعلام الفن في كربلاء”، و”مختار المحلة في كربلاء إرث اجتماعي بين الأجيال”، و”الحمامات الشعبية في كربلاء”، و”تاريخ الموسيقى في كربلاء” و”تاريخ المسرح في كربلاء”، و”موسوعة أعلام الموسيقى والغناء في العراق”.
في نهاية السبعينات ربحت دراجة هوائية بمسابقة في إذاعة بغداد، وما زلت أحتفظ بها إلى يومنا هذا وأقودها يومياً إلى عملي.
يؤسفني أن الطلب على الكتاب الورقي تراجع كثيراً بسبب توجه معظم الشباب إلى الانترنت والكتاب الرقمي.
في فترة الحصار الاقتصادي ورغم سوء الأحوال المادية كان سوق الكتب جيداً بعكس ما هو عليه اليوم.
علي لفتة – روائي وصحفي وأحد رواد المكتبة لشبكة 964:
مكتبة “الحكمة” واحدة من أقدم المكتبات في مدينة كربلاء وربما هي الوحيدة التي ظلت تقاوم المتغيرات السلبية التي طرأت على المجتمع، وتحول الإنسان العراقي إلى فرد استهلاكي لكن هذه المكتبة ومن اسمها كأنها الوحيدة التي تصارع وتقاوم.
الأمر يعود لصاحب هذه المكتبة الذي أفنى عمره في سبيل بقائها ومقاومة حتى متغيرات قيمة الإيجار.
طه الربيعي فضلاً عن كونه يعمل في المكتبة، لكنه أيضاً صحفي ويرأس تحرير مجلة وهو مؤلف وكتبي ناجح، ويمزج ما بين التحقيق والبحث في إنتاج كتبه.
مكتبة الحكمة تحولت أيضا إلى مرجع للطلبة والأساتذة على حد سواء لمن يريد السؤال عن أي كتاب أو مجلة أو جريدة.