3 فرضيات حول مستقبل الحشد
بالعتبات أم الجيش أم المجاهدين؟ هل حان الوقت لاستبدال فالح الفياض رجل الكواليس
بغداد – 964
تدرس دائرة ضيقة في الحشد الشعبي أربعة فرضيات للتعامل مع رئيس الهيئة فالح الفياض، وتتداول بحذر قائمة مرشحين محتملين لخلافته، بالتزامن مع تقارير عن حراك سياسي لشموله بالتغييرات الحكومية التي سيجريها رئيس الوزراء محمد شياع السوداني.
وقالت وسائل إعلام، إن تياراً داخل الإطار التنسيقي يخطط للإطاحة بالفياض من منصبه في الحشد الشعبي، لكن الرجل “ما يزال صامداً حتى الآن”.
وفي هذه القصة، تكشف مصادر موثوقة قائمة أولية لمرشحين محتملين لخلافة الفياض، فيما يشرح أكاديمي عراقي المواصفات والمؤهلات المطلوبة من المرشح لتولي رئاسة الحشد الشعبي.
زيد الطالقاني يقاضي فالح الفياض: تجاوز السن القانوني منذ 20 شهراً
رجل كواليس صامد
الفياض لاعب سياسي وأمني قوي منذ ولاية نوري المالكي الأولى في الحكومة، ويدير شبكة تحالفات متينة، كما أنه يستند إلى نفوذ عشائري في مناطق شمال بغداد، انطلاقاً من الراشدية، التي تعتبر منطقة احتكاك مسيطر عليها بتسويات تجارية وأمنية تديرها عشيرة “ال فياض”.
ولأن الفياض رجل كواليس صامت، فإن محاولات عزله عن منصبه لم تنجح خلال السنوات الماضية، سوى أن رئيس الوزراء السابق مصطفى الكاظمي أنهى تكليفه من مهام مستشار الأمن الوطني، بسبب الازدواج الوظيفي، وأظهر سياق الأحداث اللاحقة أن هذا الإجراء لم يؤثر كثيراً على نفوذ الفياض في العملية السياسية.
فالح الفياض في تلعفر: سنعزز الحشد الشعبي بالعدة والعدد وننشر المحبة والتسامح
الفياض بين أربعة احتمالات
وتقدم تيارات داخل الإطار التنسيقي أربعة فرضيات للتعامل مع الفياض ومنصب رئيس الهيئة، أولها تعيين ضابط من المؤسسة العسكرية العراقية، لإعادة ترتيب الهيئة ومنحها سمعة “مؤسسة محترفة” تابعة للدولة.
ويدفع تيار ثانٍ إلى ترشيح شخصية فصائلية صريحة لرئاسة الحشد الشعبي، بدلاً من جعل الفصائل تدير المؤسسة بواجهة مقبولة، لكنها رغم ذلك شخصية معاقبة أميركياً كما هو حال الفياض.
ويرى التيار الثالث، أن إنهاء تكليف الفياض فرصة لتوحيد الحشد الشعبي مع حشد العتبات، بتعيين شخصية مقربة من مرجعية النجف لإدارة الهيئة، لكن قياديين في “العتبات” أبلغوا شبكة 964، أن هذا السيناريو لن يحدث في المدى المنظور.
ويخشى التيار الرابع من الإطاحة بالفياض، وخسارة دوره المحوري الذي يقوم به داخلياً وإقليمياً، وقدرته على إدارة التحالفات المعقدة، ويقترح الإبقاء عليه لعدم وجود البديل.
وقال مصدر موثوق من داخل هيئة الحشد الشعبي، لشبكة 964، إن هناك قائمة غير ثابتة لأسماء مرشحين محتملين لخلافة الفياض، كان على رأسها الفريق الركن عبد الأمير يار الله، الذي يفكر بالانسحاب من الترشيح، إلى جانب المرشح بقوة حميد الشطري، الذي يشغل حالياً رئيس جهاز الأمن الوطني.
وبحسب المصدر، فإن أطرافاً سياسية طرحت أيضاً ترشيح زعيم منظمة بدر، هادي العامري للمنصب، لكنه لن يحظى بالإجماع، بسبب “خروجه تماماً من التفاهمات الجديدة داخل الإطار التنسيقي”.
وقال أبو ميثاق المساري، وهو سياسي مقرب من العامري، لشبكة 964، إن “الأتكيت لا يسمح لزعيم تحالف الفتح التفكير في تسنم منصب رئاسة الحشد الشعبي حتى وإن كانت هيئة مهمة”.
وبحسب المصدر، فإن الأطراف المعنية بملف الحشد لم تطرح ترشيح أبو فدك المحمداوي، رئيس أركان هيئة الحشد الشعبي، كما أن الرجل يلتزم الصمت، ولم يقدم اسمه للتنافس على المنصب حتى اليوم”.
ما مواصفات رئيس الحشد؟
ليس لرئيس هيئة الحشد سلطة فعلية على الفصائل، لكنه يقوم بدور بالغ الأهمية، وفقاً للباحث الناصر دريد، الذي قال لشبكة 964، إن “المرشح الذي يفكر بخلافة الفياض عليه أن يتقن مهمة شديدة الدقة للتنسيق بين جميع الأطراف؛ بين إيران والحكومة العراقية والقوى السياسية والجيش والشرطة”.
وأوضح دريد، أن “هذا الدور الحساس يجعل المنصب مثار طمع وحسد لشخصيات سياسية كثيرة تريد الحصول على امتيازات كبيرة”.
ويرى دريد، أن منصب رئيس الهيئة يشترط جملة متطلبات، أهمها أن يكون قادراً على الظهور علناً بشكل رسمي، وليس في تاريخه أي جرائم، كما هو حال قادة مجموعات مسلحة تورطوا بأعمال عنف طوال السنوات الماضية، وصدرت عقوبات دولية بحقهم، كما يجب أن يكون متاحاً للسفر والمشاركة في محافل إقليمية ودولية، دون أن يخشى الاعتقال أو الملاحقة القانونية”.