خصم فيصل وابن التصوف الرفاعي

صور عائلية: ذاكرة العراق والكويت ومحمرة إيران.. أطلال قصر النقيب في أبو الخصيب

2023-09-26 | 13:06

أبو الخصيب (البصرة) 964

ما يزال منزل السياسي البصري الشهير “طالب النقيب” شاخصا في قرية السبيليات وسط أبو الخصيب، والذي بقي شبه أطلال، وكان أحد أهم مراكز صنع القرار في العراق ومنطقة شمال الخليج منذ قرون، كجزء أساسي من المعالم التي أغنت الذاكرة الصوفية والسياسية والاجتماعية في هذه المنطقة فترة طويلة.

منظر جوي.. جزيرة في البصرة أصلحت بواخر الإنكليز وجمعت ضرائب السفن للعباسيين

التفاصيل:

كان هذا المكان في ولاية “البصرة العظمى”، قبل الحرب العالمية الأولى، مقراً للاجتماعات التقليدية بين أقطاب التجارة البحرية مع الانكليز والهند والعثمانيين، حيث حاكم المحمرة خزعل الكعبي وأمير الكويت مبارك الصباح، وطالب النقيب الزعيم العراقي المعروف، وتخرج منه الوساطات نحو إسطنبول “الباب العالي”، وبورصات السوق في بومبي الهند وأسواق لندن، ومنه مرت الثورة العربية الكبرى ولحظات استقبال المنتصرين على الأتراك، الواصلين عبر شواطئ البصرة نحو بغداد، والممهدة لتأسيس الدولة العراقية عام 1921.

السيد طالب نقيب البصرة من سلالة السيد أحمد الرفاعي إمام الطريقة الرفاعية الأشهر في التصوف، وهي طريقة تمتد من شمال افريقيا حتى الأناضول والهند، والسيد طالب أحد أبرز مؤسسي الحركة الوطنية العراقية في فترتي الحكم العثماني وبعد الاحتلال الإنكليزي، وأول وزير داخلية في العراق الحديث، ضمن كابينة عبدالرحمن الكيلاني النقيب، بغداد (1920-1921).

كان أهم منافس لفيصل الأول على الملكية عام 1921، وكاد يعتلي العرش لولا اعتراض الإنكليز على شخصيته التي يصعب التحكم بها، بحسب مجايليه.

عاشت في هذا القصر شخصيات لها إسهامها في التحديث السياسي والاجتماعي رجالاً ونساء، وساهمت العائلة في تأسيس دولة الكويت، حيث توجد هناك 4 شوارع باسم شخصياتها، تبرز الدور التاريخي لمصاهرات حاسمة حصلت طوال القرن العشرين وتركت أثرها على التاريخ السياسي الصعب على جانبي الحدود شمالي الخليج العربي.

فيديو: تخرج منها السياب وعارف وأدارها الجواهري.. تأهيل إعدادية البصرة المركزية

د. جعفر المنصوري – مؤرخ لشبكة 964:

منزل السيد طالب النقيب كان مركزا مهما شهد اجتماعات لشخصيات سياسية، إذ زاره نوري السعيد والشيخ خزعل الكعبي وشخصيات عراقية وعربية من آل الصباح وآل سعود.

ارتبطت عائلة طالب النقيب بالأسرة الحاكمة في الكويت (آل صباح) بمصاهرات عدة، ما جعلت العلاقة بين الأسرتين قوية ووثيقة.

نسيمة بنت السيد طالب النقيب هي والدة الشيخ ناصر المحمد الصباح رئيس الحكومة الكويتي الأسبق.

أحفاد النقيب يعيشون في الكويت حتى اليوم، وتسنم أحدهم (هاشم النقيب) منصب وكيل وزارة في الكويت.

تم نفي السيد طالب النقيب مرتين من قبل البريطانيين، وكان مرشحا لعرش العراق، إلا أن البريطانيين فضلوا فيصل الأول (الحجازي الهادئ) لأن شخصية طالب النقيب كانت (من النمط العراقي) قوية ويصعب السيطرة عليها.