"لوبي يضم قم والأزهر والخليج"
متى وكيف ستعود العلاقات مع السويد؟ القطيعة لن تدوم لكن بغداد تنتظر 3 أشياء
بغداد – 964:
قدم ثلاثة دبلوماسيين بارزين تصورات عن سيناريو إنهاء القطيعة بين العراق والسويد، بعد أزمة حادة نشبت بعد حرق المصحف مرتين خلال شهر واحد.
ورغم أن التوقعات تشير إلى أن القطيعة لن تستمر طويلاً، لكن ثمة إجماع على أن إطفاء الأزمة سيحتاج من السويد أن تبادر أولاً بمجموعة خطوات، من بينها محاكمة “سلوان موميكا”، أو تسليمه إلى العراق، وإصدار بيان يستنكر حرق المصحف.
وتحدث اثنان من الدبلوماسيين، لشبكة 964، عن “قنوات مختلفة تعمل حالياً على التهدئة، قد تنشط فيها وساطة أوروبية، لكن بغداد تشترط خطوات أولى من ستوكهولم”، فيما دعا مسؤول كبيير في الخارجية العراقية إلى تشكيل “لوبي إسلامي” يضغط على السويد لتشريع قانون يحظر ويجرم الإساءة للقرآن والرموز الإسلامية، ووصف “بقاء العراق وحيداً في هذه المواجهة خطأ استراتيجي فادح”.
الخارجية: حرق السفارة السويدية "اعتداء على البعثات" والحكومة ستحاسب المنفذين
12 احتمالاً بقلم الصدر.. لماذا لم "ينتقم" الله من سلوان في السويد؟
الدبلوماسي البارز محمد الحاج محمود، لشبكة 964:
حرق المصحف وعلم العراق جريمة كبيرة، وتمثل استهتاراً بالقيم الإنسانية والدينية. رد الفعل العراقي ليس كبيراً، إذ كان يمكن لبغداد قطع العلاقات الاقتصادية والذهاب إلى مجلس الأمن.
السويد تواصل – للأسف – منح رخص التظاهر لشخص باتت نواياه السيئة معروفة للجميع.
كان على السويد محاكمة هذا الشخص أو تسليمه إلى العراق، وأن تصدر بيان استنكار لما فعله، لكنها تواصل التذرع بحرية التعبير، فيما الإساءة للعراق والقرآن لا تندرج في إطار هذا الحق.
بالنسبة للعراق، لا يمكنه حالياً إلا انتظار ما ستقوم به السويد، وإذا لم تفعل شيئاً فقد تذهب بغداد إلى قطع العلاقات الاقتصادية مع ستوكهولم، وفرض قيود على دخول السويديين إلى الأراضي العراقية.
من المرجح أن تتراجع السويد عن موقفها، وتصدر بياناً يستنكر الإساءة للعراق والقرآن، وتسلم هذا الشخص (سلوان موميكا) إلى العراق، وحسب علمي هناك جهود في هذا السياق.
لماذا حمل العراق لوحده راية الدفاع عن المصحف؟ مسؤولية روحية والتزامات دولية
سفير العراق السابق في بروكسل، جواد الهنداوي، لشبكة 964:
القطيعة لن تستمر طويلاً – ليس أكثر من 6 أشهر – وسيلعب الاتحاد الأوروبي دوراً في إعادة العلاقات.
العراق بحاجة ماسة إلى علاقات دبلوماسية بناءة، لأنه لن يتمكن من التأثير على مواقف الدول بقطع العلاقات معها، لكنه في هذه الأزمة ينتظر – قبل كل شيء – خطوة من السويد.
البلدان سيعولان على الزمن لطي تداعيات هذه الأزمة، وسوف تتوسط دول، مثل فرنسا، لترميم ما حصل.
مصدر دبلوماسي رفيع: وساطة فرنسية بين العراق والسويد لترميم العلاقات
مسؤول كبير في وزارة الخارجية، لشبكة 964:
بقاء العراق لوحده في هذه الأزمة خطأ استراتيجي؛ على الخارجية العراقية أن تحدد بالضبط ما يجب فعله من الآن وصاعداً.
المطلوب الآن من العراق تشكيل لوبي ضاغط يضم حوزة قم وجامعة الأزهر والمؤسسات الدينية في تركيا والخليج، لدفع السويد على تشريع قانون يحظر ويجرم الإساءة للقرآن والرسول محمد.
لكي تحصل هذه الدول على نتائج مضمونة لضغط المؤسسات الدينية، عليها أن تكلف القنوات الدبلوماسية المحترفة بهذا العمل.
بقاء العراق وحيداً في هذه الأزمة سيكلفه الكثير في المحافل الدولية، إذ من المرجح أن يخسر التأييد الأوروبي لتولي الشخصيات العراقي مناصب في مؤسسات دولية، مثل كرسي منظمة اليونسكو.
صلاح عبد الرزاق، سياسي مستقل، لشبكة 964:
الأزمة ستنتهي بعد أن تقدم الحكومة السويدية اعتذاراً عن حرق المصحف والعلم العراقي.
السويد أخطأت حين سمحت بحرق المصحف وأشعلت فتنة عالمية؛ حتى لو كان القانون (السويدي) يسمح بذلك، لكن التوقيت غير مناسب.
كان على السلطات السويدية إدراك نتائج هذا الفعل على المسلمين في العالم.
حسب خبرتي في المجتمع والسياسة الأوروبية، فإن الأزمة ليست عقائدية بل سياسية، لأن الحزب السويدي لديه توجهات عنصرية ضد المسلمين هناك، وأراد إهانة صلب عقيدتهم.