"أزمة قد تخدم متشددي السويد"
لماذا حمل العراق لوحده راية الدفاع عن المصحف؟ مسؤولية روحية والتزامات دولية
بغداد – 964:
لماذا حمل العراق بمفرده راية الدفاع عن المقدسات الدينية، منذ أن أقدم مواطنه اللاجئ في السويد، سلوان موميكا، على حرق المصحف مرتين خلال شهر واحد؟ يقول سياسيون وباحثون، إن السلطات في بغداد لم تستطع احتواء الانفعال الشعبي، وانساقت مع تصعيد قوى سياسية، لتبلغ الذروة بقطعها العلاقات مع ستوكهولم.
من يحكم السويد؟.. حزب إسلامي أربك حظوظ المعتدلين وساعد التشدد في ستوكهولم!
وانخرطت جميع الفعاليات السياسية والشعبية، بما في ذلك ممثلي الأقليات الدينية، خصوصاً كنائس العراق المعروفة، في استنكار وشجب فعلة حرق المصحف الشريف، بوصفها أمراً شاذاً عن تقاليد التنوع والتدين الراسخة تاريخياً في العراق.
لكن الاندفاع السياسي والشعبي اختلط بالمواقف الرسمية، بعد أن وجدت السلطات نفسها “في وضعية رد الفعل”، وسمحت عملياً باقتحام وحرق مقر بعثة دبلوماسية في بغداد، كما يقول سياسيون وأكاديميون.
وقال هؤلاء، لشبكة 964، إن تداعيات الأزمة قد تدفع العالم إلى إعادة النظر بمؤشر “تقييم المخاطر” في البلاد، وقد ينتهي الاندفاع الشعبي إلى أن “يكون العراق كياناً منفعلاً ليس لديه أصدقاء، تماماً كما كان الحال مع نظام صدام حسين”، على حد تعبيرهم.
ومع ذلك، فإن الباحثين الذين سألتهم شبكة 964 عن تداعيات أزمة حرق المصحف واقتحام السفارة السويدية، قالوا إن “قطع العلاقات مع ستوكهولم لن يدوم طويلاً، وستعود إلى وضعها الطبيعي بعد فترة وجيزة”.
المشاهد الأولى لاقتحام السفارة السويدية في بغداد الآن
السوداني يطلب من السفيرة السويدية مغادرة العراق رداً على تكرار حرق المصحف
سكرتير الحزب الشيوعي، رائد فهمي، لشبكة 964:
أزمة حرق المصحف تخدم أحزاباً سويدية متشددة، تستخدم مثل هذه الحوادث لشحن المشاعر أو اسقاط الخصوم داخلياً، ما قد يؤثر أيضاً على الجالية العراقية في السويد.
العراق الذي كان في مرحلة إعادة بناء العلاقات عالمياً والخروج من العزلة الدولية الطويلة، سيتأثر سلبياً بسبب تداعيات أزمة حرق المصحف.
حرق السفارة السويدية سيتخذ أبعاداً أخرى قد تدفع دولاً أوروبية وشركات كبرى إلى إعادة النظر بمؤشر “تقييم المخاطر في العراق”.
الباحث إياد العنبر، لشبكة 964:
هناك قوى وزعامات سياسية تحاول أن تكون أعلى من سلطة الدولة، عبر التأثير في مواقفها في مثل هذه الأزمات، كما أن سلوك الحكومة الدبلوماسي وصل لمرحلة رد الفعل وليس الفعل، خصوصاً بعد حرق مبنى السفارة.
المعطيات كانت تشير إلى أن الحكومة، لم تكن تسير نحو قطع العلاقات، كما ألمحت بعض بياناتها، لكنها لجأت إليه في النهاية تحت تأثير المناخ السياسي العام.
ومع ذلك، فإن قطع العلاقات إجراء طبيعي يحدث بين جميع بلدان العالم، ولا يكون له آثار سلبية طويلة الأمد، لأنها غالباً ما تعود بعد فترة وجيزة.
واشنطن تدين اقتحام السفارة السويدية في بغداد وتستغرب تساهل الأمن مع المحتجين
الباحث غالب الشابندر، لشبكة 964:
خطوة حرق السفارة في بغداد غير موفقة وتشوه صورة الإسلام والعراق، خصوصاً وأن هناك اتفاقات دولية ألزمت بحماية البعثات الدبلوماسية في جميع البلدان.
قضية حرق القرآن جاءت من أجل خلق أزمة جديدة في العراق أو للتغطية على أزمة خفية، وموقف العراق على الصعيد الحكومي غير سليم.
قرار قطع العلاقات غير الصحيح، لأن هذه الخطوة قد تحول العراق إلى دولة بلا أصدقاء، وهو قرار ناتج عن خطوة غير حكيمة، وسيكون لها انعكاس على وضع البلد الدبلوماسي.
الإطار التنسيقي يطالب منظمة التعاون الإسلامي باتخاذ مواقف شديدة ضد السويد
الوقف السني يدعو إلى "مقاطعة شاملة" للسويد.. على العرب الاقتداء بالحكومة العراقية
مدير مركز دجلة للدراسات، خالد المعيني، لشبكة 964:
المزاج السياسي العراقي يستجيب بسهولة للانفعال الشعبي، لاعتبارات انتخابية وشعبوية، لذلك تنقاد النخبة إلى الشارع، مغازلةً يراد منها مضاعفة المكسب السياسي.
يبدو أن الشخص الذي أحرق القرآن غير مستقر نفسياً، وتصرف على طريقة “خالف تعرف”، بحثاً عن الشهرة.
لا يجب ربط الملفات الفنية بالأحداث السياسية. تعليق رخصة إريكسون – على سبيل المثال – إجراء غير صحيح، لأنه يهدد ثقة الشركات والبلدان الأجنبية بالبيئة العراقية.
العراق هو الخاسر في نهاية الأمر، ولا يجب أن نكرر طريقة صدام في عزل العراق عن العالم، لأن النظام السياسي الحالي قائم على نهج السلام، لكسب ثقة العالم.