طويريج (كربلاء) 964
وسط رابع موسم جفاف يضرب العراق، تشهد مناسيب نهر الهندية، الذي يشق مدينة طويريج إلى نصفين ويعد شريانها الحيوي، انخفاضا كبيرا انعكس على حجم الإنتاج الزراعي والثروة السمكية وهما عناصر أساسية من غذاء السكان أدى الى تغيير عادات الفلاحين، وجعل البعض يفزع من امكانية اختفاء النهر كلياً.
“الصيف الحالي آخر مواسم الجفاف”.. وزير الموارد يبشر بشتاء رطب في العراق
التفاصيل:
تقف عوامل عديدة وراء انخفاض مناسيب مياه نهر الهندية في كربلاء وتهديدها بالجفاف، أبرزها ما يتعلق بالتغييرات المناخية التي ألقت بظلالها على كامل الملف المائي في العراق، فضلاً عن تراجع منسوب تدفق المياه الناتج عن التحكم بحصة العراق المائية من منابع الأنهر.
منتظر الشافعي – قائمقام قضاء الهندية لشبكة 964:
رغم انخفاض مناسيب المياه في نهر الهندية لكن ما زلنا قادرين على تأمين مياه الإسالة بنسبة 95% لكافة مناطق القضاء.
نواجه صعوبات في إيصال المياه الكافية للأراضي الزراعية، وهذا خارج عن إرادتنا.
في قضاء الجدول الغربي، الكثير من مجمعات تصفية الماء تقع على ذنائب الأنهر وهي شبه متوقفة، هذا ما دعانا إلى إضافة مجمعين هما مجمع جرف البو عامر وهو بسرعة إطلاق تصل إلى (500 متر مكعب) بالثانية، ومجمع ثاني لمنطقة طنوبه ونهر السلام والحكمة والجدار، بذات سرعة الاطلاق.
إضافة المجمعين من شأنه حل 50% من مشكلة القضاء، وتتضمن خطتنا لهذا العام أيضاً إضافة مجمعين لمركز القضاء وأطرفه.
انخفضت نسبة إطلاقات المياه لنهر الهندية من 20 متراً مكعباً في الثانية إلى 7 فقط، لذلك أوصينا الفلاحين مؤخراً بالاعتماد على المياه الجوفية مع الترشيد باستغلالها بالشكل الأمثل.
70% من أهالي طويريج والجدول الغربي يعتمدون على الزراعة.
محمد عبد الستار – مزارع:
تمتاز أرضينا الزراعية بجودة منتجاتها، إلا أن التغيرات المناخية كان لها أثر ملموس على جودة المحاصيل وكمية إنتاجها.
الفواكه والحمضيات المزروعة في الهندية تحتاج لانتظام في السقي، لكن تذبذب كميات المياه يؤثر على نضوجها بشكل مثالي.
حيدر علاوي – مهندس زراعي:
قلة الإطلاقات المائية الواصلة من شط الهندية إلى المزارعين تدفعهم للري بكميات كبيرة عند وصولها، تعويضاً عن أيام انقطاعه أو انخفاضه.
تتسبب هذه العملية بإتلاف التربة والمحاصيل، وعلى المزارعين اعتماد طرق الري الحديثة للمحافظة على الكميات الواردة.
إياد مجيد – ناشط مدني:
إن نشأة مدينة الهندية في الأصل كانت بسبب وجود هذا النهر، فهو سبب استقرار الناس هنا.
أشعر بالذعر والخوف عند التفكير بإمكانية جفاف النهر في يوم ما، حتى أني لا أتخيل كيف ستكون المدينة من دونه.
المحزن أكثر أننا نراقبه وهو يموت تدريجياً وببطء، وما بوسعنا فعل شيء، فالأمر يتطلب التفات الجميع لهذه المأساة.
يجب أخذ مصير هذا النهر المهم على محمل الجد فهو يؤثر وبشكل مباشر على أمننا الغذائي.