964 – ميسون الشاهين
يحاول العراق تنويع مصادر الطاقة، وتقليل الاعتماد على الوقود المستورد من إيران، عبر الاستفادة من المحطات الغازية بتقنية حديثة تسمى الوحدات التوليدية المركبة من محطة غازية، ومحطة بخار (حرارية)، تمثل استغلالاً أمثل للحرارة داخل التوربينات (المحركات التوليدية)، ولها فوائد جانبية أخرى تتعلق بمعايير الطاقة النظيفة وتقليص الانبعاثات الكاربونية.
تطورات في وقت لاحق:
السوداني يعلن استئناف ضخ الغاز الإيراني إلى العراق
صور: سفير طهران في بغداد يوقع “صفقة المقايضة”.. النفط الأسود مقابل الغاز
ما هو النفط الأسود العراقي الذي أخذه سفير إيران في صفقة المقايضة؟
مصدر: وفقاً لاتفاق المقايضة.. نفط كردستان قد يذهب إلى إيران بدل ميناء تركيا المغلق
الكهرباء تصارح العراقيين بكل شيء عن انهيار التجهيز وحوارات طهران والدوحة
وبواسطة هذه التقنية القائمة على “دمج” المحطة الغازية الموجودة أصلاً، مع محطة بخارية (حرارية)، سيجري توليد الكهرباء بخارياً من الحرارة الناجمة عن مولد الطاقة الغازي، فيما يعرف بـ”الوحدات المركبة” من اتحاد عمل الغاز والبخار، لإنتاج 4 آلاف ميغا واط إضافية، تضاعف الطاقة وتخفف آثار أزمة انقطاع الغاز المستورد من إيران الذي يعاني قيود الخلافات بين واشنطن وطهران والعقوبات الدولية.
ويعرّف خبراء الطاقة هذه الوحدات بأنها عبارة عن محركات ملحقة بالمحطات الغازية تنتج الكهرباء بالاعتماد على الحرارة الناتجة عن توربينات الغاز.
العراق يخسر نحو 5 آلاف ميكاواط من الكهرباء جراء نقص الغاز المورد
ماذا حدث؟
خلال عرض رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، الأسبوع الماضي، تقييماً لعمل الحكومة خلال 6 أشهر، قال إن العراق بدأ بتنفيذ مشاريع الوحدات الكهربائية المركبة التي ستوفر أكثر من 4 آلاف ميغا واط.
وقال المتحدث باسم وزارة الكهرباء، أحمد موسى لشبكة 964، إن الهدف من مشروع “الوحدات المركبة” هو ضغط النفقات التشغيلية المرتفعة لقاء شراء الغاز، وتقليل الاعتماد على الوقود وتنويع مصادر الطاقة.
ويمتلك العراق 26 محطة غازية، تشكل نحو 80 في المئة من مجموع محطات توليد الطاقة في العراق، وفقاً لموسى.
ومن المفترض أن تكون جميع المحطات الغازية مستعدة لنصب “الوحدات المركبة“، لكن متحدث الكهرباء يقول إن المرحلة الأولى ستشهد إضافة هذه الوحدات على 9 محطات فقط، هي الصدر والقدس في بغداد، المنصورية في ديالى، السماوة في المثنى، الناصرية في ذي قار، الرميلة والخور والنجيبية في البصرة، ومحطة كركوك.
كيف تعمل الوحدة المركبة؟
تعمل “الوحدة المركبة” على مبدأ التوليد المشترك بين الحرارة والطاقة، إذ تقوم كل وحدة بجمع الحرارة الناجمة عن احتراق وقود الغاز، وتحويلها إلى كهرباء.
وتعمل هذه الوحدات بمسارين من العمليات، تنتج الأولى الكهرباء من حرق الغاز الجاف عبر التوربينات، وتسمى بالدورة البسيطة، فيما تعتمد الثانية على حرارة اللهب الناجمة عن التوربينات الغازية، التي تصل إلى نحو 200 درجة مئوية، فستخدم هذه الحرارة لتوليد بخار ماء تحت ضغط مرتفع، قادر على تشغيل محرك آخر يولد الكهرباء، بعملية تسمى الدورة المركبة.
التنسيقي يحث السوداني على الاتصال بواشنطن لإطلاق مستحقات الغاز الإيراني “فوراً”
دورات صديقة للبيئة
في المحطات المركبة، سيكون من المثير أن نعرف أن كفاءة أفضل محطة غازية لا تتجاوز 37 في المئة، لكن استثمار الحرارة الناتجة عن احتراق الغاز في التوربين الغازي، واستخدامها في تشغيل توربين بخاري آخر يولد كهرباء، سيرفع الكفاءة إلى 65 في المئة، وفقاً لخبير الطاقة كمال حسين لطيف.
ويبلغ إنتاج المحطات الغازية 17 ألف ميغا واط بالاعتماد على الغاز، و5500 باستخدام النفط والديزل، فيما ستوفر الوحدات المركبة الجديدة نحو 4 آلاف ميغا واط، ما يعني زيادة في الإنتاج تبلغ نحو 12 في المئة، دون وقود أو انبعاثات.
ويبلغ معدل احتياج العراق من الكهرباء في الأيام العادية نحو 22 ألف ميغا واط، ويصل في الذروة أيام الصيف إلى 36 ألفاً.
وقال الخبير كمال حسين، لشبكة 964، إن مجموع الانبعاثات الكربونية في العراق يبلغ 200 مليون طن، ستنخفض بنحو 14 مليون طن بمجرد تشغيل الوحدات المركبة.
العراق لن يحرق الغاز بعد الآن.. النفط توقع 4 عقود عملاقة مع توتال الفرنسية
نظرة إلى الأمام
من المؤمل أن تسهم الوحدات المركبة في تقليل الحاجة إلى الغاز الإيراني، وفقاً لمعادلة شرحها خبير الطاقة فرات الموسوي، لشبكة 964:
- العراق يحتاج إلى نحو 70 مليون متر مكعب قياسي من الغاز
 - إيران تورد للعراق نحو 45 مليون متر مكعب قياسي
 - الغاز المستورد من إيران ينتج 6 آلاف ميغا واط
 - تشغيل الوحدات المركبة سينتج 4 آلاف ميغا واط
 
وقال الخبير الموسوي، إن مشكلة امدادات الغاز الأخيرة أفقدت المحطات نحو 25 مليون متر مكعب قياسي، ما خفض الطاقة الكهربائية نحو 5 آلاف ميغا واط.
وبحسب الموسوي، فإن اعتماد الوحدات المركبة في كافة محطات العراق الغازية، سيخفف من كميات استيراد الغاز من إيران، وستغني عن بناء محطات جديدة بتكاليف باهظة.
