آل زكريا يتحدث عن "جيل لا يعرف"
بيت حمّام المنقوشة يحرس المدينة.. الموصل تحدّق في السيوف والصلبان لتنسى داعش
حمام المنقوشة (الموصل) 964
برغبة شديدة لتجاوز آلام الحرب وويلاتها، يحدق الموصليون في مئات الصور لوجوه الشخصيات البارزة والأماكن الشهيرة في تاريخ مدينتهم، وقطع من السيوف التراثية المزينة بإتقان وصلبان الكنائس القديمة، وكرسي جلس عليه الملك فيصل الثاني، حيث اجتمع كل ذلك في مؤسسة “بيتنا” الواقعة بين أزقة “حمام المنقوشة” على بعد أمتار من الجامع النوري ومنارة الحدباء التي هدمها داعش مع كثير من معالم هذه المدينة الموصوفة بأنها الأكثر ثراءً بالمعمار والثقافة الاجتماعية، والأكثر تعرضاً للدمار خلال العقدين الماضيين في العراق.
التفاصيل:
“بيتنا” هو أول مؤسسة ثقافية تراثية تظهر بعد تحرير الموصل، وتقع على بعد امتار من جامع النوري الكبير.
المؤسسة هي عبارة عن بيت استأجرناه من عائلة “السنجري”، وافتتحت عام 2019.
المؤسسة تهدف إلى الحفاظ على الهوية والتراث الموصلي، التي حاول داعش طمسها.
صقر آل زكريا – رئيس مؤسسة بيتنا لشبكة 964:
فكرة إقامة المؤسسة جاءت عام 2017 بعد تحرير الموصل مباشرة، واكتملت عام 2019.
استغرقنا وقتاً في البحث عن منزل تراثي بأيمن الموصل، إذ كان الوصول إلى منطقة حمام المنقوشة شبه مستحيل بسبب خروج الطرق والجسور عن الخدمة، فضلاً عن انتشار الجثث.
المنزل الحالي كان مستشفى لعناصر داعش، وبعد استعادة المدينة تحول إلى مستشفى للقوات الأمنية، وبعد مغادرة الأخيرة، قمنا باستئجار المنزل من عائلة “السنجري”، لإنشاء “بيتنا”.
يمثل بيتنا اليوم أيقونة للمدينة القديمة، حيث عقدنا هنا عشرات الندوات والامسيات الفنية والثقافية، التي تناولت الهوية الموصلية، ومرحلة ما بعد الحرب.
الأحداث التي حصلت خلقت فجوة كبيرة، فهناك جيل يسأل عما كانت عليه المدينة، وجيل آخر يتذكر الكثير عن المدينة، فيثرينا بمعلومات جديدة، لذلك نعتبر زوارنا مكسبا، فإما أن نعطيهم وإما أن يعطونا.
بعد ملاحظتنا اهتمام الناس بما نقوم به، كبرت أهدافنا وتوسعت، فأنشأنا “متحف التراث الموصلي” ليكون جزءً من بيتنا.
لدينا برنامج متكامل مع مديرية تربية نينوى لإقامة سفرات مدرسية داخل مؤسستنا، بهدف تعريف الجيل الجديد على تراث الاجداد.
المؤسسة أطلقت العام الماضي مهرجان يوم “التراث الموصلي” والذي يصادف يوم 21/حزيران، وهو ذكرى تفجير منارة الحدباء، ونهدف إلى تحويل هذا اليوم الحزين إلى فرح بعزيمة الموصل واحتفال بالتراث في المدينة.
ياسر كوياني – مدير متحف التراث الموصلي لشبكة 964:
المتحف يضم مقتنيات تتعلق بتراث مدينة الموصل، ويعد اول متحف يضم قسماً للأزياء الشعبية التي تعبر عن جميع اديان وقوميات محافظة نينوى.
المتحف يحوي منحوتات ونسخ مقلدة للآثار، بالإضافة إلى الأدوات وانتيكات كان يستخدمها سكان الموصل سابقاً.
مقتنيات المتحف جمعت من منازلنا الخاصة، فضلاً عما تبرع به أهالي المدينة للمتحف.
أحد النجارين تبرع بكرسي، كان الملك فيصل الثاني قد جلس عليه عندما زار الموصل، إذ كُلف جده بإنشاء الكرسي واحتفظ به الحفيد، ثم تبرع به إلى المتحف.
كل ما يحتاجه الموصل عن تاريخ المدينة سيجده في المتحف، ونستقبل يومياً الزوار من مختلف المحافظات العراقية، فضلاً عن سواح من الخليج وأوروبا.