انطلق من قطر والسعودية

964 ترصد طيراناً مريباً فوق القائم: الأميركيون يلاحقون ما تبقى من شاحنات النفط

متابعات – 964

على مدى 3 أيام، وبعد ساعات قليلة من قصف شاحنات لنقل النّفط على الحدود العراقية السورية، رصدت “964”، حركة طيران مستمرّة ومنتظمة، لطائرات خاصّة بالاتّصالات وقيادة المعارك، تابعة للقوة الجوية الأميركية، فوق مناطق غربي العراق.

وأظهرت نتائج الرّصد، طائرات Battlefield Airborne Communications Node من طراز Bombardier E-11A تابعة للقوّات الجوية الأميركية، تحلّق بشكلٍ منتظم، في دوائر في سماء ما حول مدينة القائم، بالقرب من الحدود مع سوريا.

ويبين الرصد أنّ الطّائرات تتناوب، بشكلٍ يومي، على التحليق هناك منذ لحظة استهداف قافلة صهاريج الوقود المتجهة من العراق إلى لبنان عبر الأراضي السورية، فجر الأربعاء 9 تشرين الثاني 2022، منطلقةً من قاعدة “الخرج” في المملكة العربية السعودية، ويبدو أنها تترصد ما تبقى من صهاريج الرتل التي أجبرها قصف ما عبر منها إلى سوريا، على البقاء داخل الأراضي العراقية حتى الآن.

ورصد قسم تدقيق الحقائق في “964”، رحلة استطلاعية فوق المنطقة ذاتها، سبقت هذه الرحلات اليوميّة المستمرة، نفّذتها طائرة saurn53 وهي طائرة مراقبة الكترونية من طراز RC-135W Rivet Joint تابعة أيضاً للقوات الجوية الأميركية.

وانطلقت الطائرة، الأربعاء، من قاعدة الرّيان الجوية في قطر برحلة استغرقت 8 ساعات و51 دقيقة، بدأت عند الساعة 12:42 بعد الظهر، وعادت أدراجها في تمام الساعة 9:24 مساءً.

وتعد هذه الطائرة استطلاعيّة يمكن استخدامها في المهام الاستراتيجية والتكتيكية، وتعمل مستشعراتها على امتصاص الإشارات الالكترونية المنبعثة من الاتّصالات وأجهزة الرّادار والأنظمة الأخرى.

إلى جانب ذلك، تمثل Bombardier E-11A أحد أبرز طائرات قيادة المعارك والاتّصالات، بإمكانها حمل معدّات قصف، لكنّها تلعب دور مركز قيادة وتحكّم واتّصالات ميداني.

روايات قصف الرتل

وفقاً لموظف عراقي في المنفذ الحدودي بمدينة القائم، فإن “الاستهداف كان على ضربتين جويتين، وقعت الأولى في الساعة 11:49 مساء الثلاثاء، والثانية في الساعة 3:41 فجر الأربعاء”، وأضاف إن “طائرات حلّقت فوق المنطقة طوال الوقت بين الضربتين الأولى والثانية”.

وأوضح ضباط عراقيون يعملون في نقاط التفتيش على الطريق البري السريع، بمحافظة الأنبار، أن “سائقي الناقلات كانوا يحملون رخص شحن ونقل لنفط إيراني بهدف نقله إلى لبنان عبر الأراضي السورية”.

وتناولت وسائل ومنصات إعلامية مختلفة حادثة استهداف رتل صهاريج نقل الديزل من العراق إلى لبنان عبر سوريا.

وتعد قناة “صابرين نيوز” على تطبيق تليكرام، أول من غطى الحدث ونشر معلومات مفصلة تحوّلت إلى مصدر، تداولت وسائل الإعلام الأخرى عنها الخبر.

https://t.me/sabreenS1/6400

ونشرت القناة، المقربة من الفصائل المسلحة، عند الساعة 11:59 من مساء الثلاثاء، أي بعد ١٠ دقائق فقط من القصف الأول، معلومات تؤكد أن “الوقود المتّجه من العراق إلى لبنان عبر سوريا، إيراني وليس عراقي، كمساعدات تقدمها الحكومة الإيرانية إلى لبنان”، مبينة أن “4 ضربات جوية على الأقل سمعت بوضوح قرب الشريط الحدودي العراقي السوري، نفذتها طائرات مسيرة أدت إلى تدمير 19 عجلة ومقتل نحو 20 شخصاً”.

وواصلت “صابرين نيوز”، نشر معلومات تفيد بأنه “بعد ساعات فقط من الغارة الجوية على الحدود السوريّة والعراقيّة، جرت عملية استطلاع أميركية في عمق سوريا باتجاه المنطقة الشرقيّة على طول الحدود السوريّة العراقيّة، عبر تحليق طائرة بوينغ RC-135W Rivet Joint فوق المنطقة، منطلقة من قاعدة العديد الجوية في قطر”.

وأضافت أن “الطائرة العسكرية الأميركية الثانية، حلّقت فوق منطقة القائم على الحدود العراقية والسورية بالقرب من مكان استهداف الصهاريج”، مشيرةً إلى أن “الطائرة استطلعت المنطقة كمنصة اتصالات محمولة جوّاً لتنفيذ مهام استخباراتية لصالح قاذفة القنابل E-11A.

صدى منخفض في الإعلام الإيراني

وتفاعلت وكالة فارس الإيرانية، مع أنباء القصف بنقل ما تداولته وسائل إعلام عراقية محلية.

واعتمدت الوكالة الإيرانية، شبه الرسمية، في روايتها على ما نشرته، قناة “صابرين نيوز” على تطبيق تليكرام، من صور رادارية لطائرة أميركية، زعمت أنها قامت بجولة استطلاع فوق المنطقة ذاتها، عقب القصف الإسرائيلي الذي استهدف قافلة نقل الوقود، المتّجهة إلى لبنان.

واستشهدت، وكالة “فارس”، بما نقله موقع، “بغداد اليوم”، عن القيادي في الإطار التنسيقي، جبار المعموري، بأن “التفجيرات نجمت عن استهداف ثلاث طائرات مسيّرة لشحنة مساعدات إيرانية متوجهة إلى لبنان، قرب معبر القائم الحدودي مع سوريا.

ولم يرد أي نفي أو تأكيد رسمي لما تناقلته الوكالات عن الحادثة، فيما أشارت مصادر إعلامية مختلفة، إلى أنه “كان من المفترض دخول 22 صهريجاً محمّلاً بالوقود إلى الأراضي السورية، صباح الأربعاء، بموجب اتفاقات رسمية سابقة لدعم لبنان بالوقود”، مبينة أنه “بعد عبور 8 من الصهاريج الحدود، تم استهدافها داخل الأراضي السورية، بعمق 200 متر، وهو ما دفع بقية الصهاريج إلى التوقف وعدم إكمال طريقها إلى داخل الأراضي السورية”.

ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية، عن أحد المتحدثين باسم التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، بأن “الضربة لم تنفذ من قبل الولايات المتحدة أو أي دولة أخرى من دول التحالف”.

وفي ذات السياق قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن “الضربة أصابت قافلة من صهاريج محمّلة  بالنفط والأسلحة”، مشيراً إلى أن معظم القتلى جراء القصف كانوا من عناصر الميليشيات”.

من جانبه، رفض المتحدّث باسم الجيش الإسرائيلي التعليق لوكالة “رويترز” على الضربة، قائلاً “لا نعلّق على تقارير صحافة أجنبية”، فيما نفت صحيفة هآرتز الإسرائيلية، مسؤولية تل أبيب عن الضربة، وعنونت “بينما لم يتبنّ أحدٌ الضربة، تشيرُ أصابعُ اتهام حزب الله إلى إسرائيل”.