المياه والتجارة والعُقدة الكردية

ما الفرق بين أردوغان وكليتشدار؟ صورة أوضح عن العراق في الانتخابات التركية

بغداد – ميسون الشاهين

بينما تجري في هذه الساعات أهم انتخابات برلمانية في تاريخ تركيا الحديث، يفحص خبراء عراقيون في السياسة والاقتصاد والموارد المائية أبرز المتغيرات التي ستطرأ على العلاقة بين بغداد وأنقرة، في حال فاز الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان، أو خصمه العنيد كمال كليتشدار، زعيم تحالف “الشعب”.

ماذا حدث؟

منذ ساعات الصباح الأولى، اليوم الأحد، توجه ملايين الأتراك إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في انتخابات مزدوجة لاختيار الرئيس وأعضاء مجلس النواب.

يقول الصحفي الكردي، سامان نوح، لشبكة 964، إن استطلاعات الرأي كانت ترجح كفة المعارضة، لكن الفارق تقلص بين الجهتين بعد ”لعبة الهدايا، مثل رفع الرواتب، ومنح الغاز للمواطنين مجاناً سنة كاملة، إلى جانب وعود بخفض التضخم وتحسين الاقتصاد.

بدءاً من السبت.. تركيا تبلغ العراق باستئناف تصدير النفط...

بدءاً من السبت.. تركيا تبلغ العراق باستئناف تصدير النفط من ميناء جيهان

الملف الكردي: عُقدة العُقد

يقول نوح، إنه مع فوز أردوغان سيكون هناك حملة اعتقالات جديدة للنشطاء الكرد بحجة الإرهاب، سيما بعد تصريح رئيس الحركة القومية عن المعارضين “هؤلاء خونة، سيحاكمون في السجون أو نطلق عليهم الرصاص”.

وسيواصل أردوغان ذات السياسة الحالية ضد الأحزاب الكردية، إذ يوجد ما يقارب 5000 معتقل من كوادر حزب الشعوب الديمقراطي وقيادات ونشطاء، جراء دعمهم للمعارضة، وفقاً لنوح، الذي يراقب منذ سنوات العقدة التركية الكردية.

وفي حال فازت المعارضة، فإن نوح يتوقع نوعاً من التهدئة، ورغم أن حزب العمال الكردستاني لن يتخلى عن سلاحه، لكنه لن يرفعه بوجه الحكومة الجديدة حتى تتضح الصورة.

لكن نوح يرجح أن تفرج المعارضة عن القادة الكرد البارزين وشخصيات من اليسار التركي، طالما أنهم يتعهدون بإعادة النظام البرلماني وتقديم المزيد من الحريات، أما الإفراج عن المقاتلين، فهذا ”يحتاج إلى صفقة كاملة، وهو ما تستعد له المعارضة“.

تقاسم المياه في ذروة الجفاف

في تصريح خاص لشبكة 964، أكد وزير الموارد المائية، عون ذياب، أن “أي حكومة ستأتي في أنقرة لن تغير شيئاً لأن المؤسسات والشركات في تركيا تعمل منذ زمن طويل على ملف المياه، ولديها برامج خاصة للتحكم بالإطلاقات المائية.

وزير الموارد المائية، عون ذياب (أرشيف)

وزير الموارد المائية، عون ذياب (أرشيف)

وتضبط تركيا حصص المياه وتقاسمها مع الدول المجاورة من خلال إنشاء السدود، كمشروع شرقي الأناضول الكبير والمعروف بـGAP.

ويقول المحلل السياسي نجم القصاب، لشبكة 964، إن “فوز أردوغان لن يغير شيئاً في ملف المياه، لأن تركيا ستبقى تستخدمه كورقة ضغط على حكومة بغداد وحكومة الإقليم“، مشيراً إلى ”خلافات فنية تتعلق بطريقة استخدام العراق لمياه الأنهر“.

وفي جميع الأحوال، يعتقد القصاب بأن العراق ”قادر على معاملة تركيا بالمثل في ملف المياه، باستخدام ورقتي السياحة والتبادل التجاري“.

الإقامة والسفر واللجوء

يوضح المحلل السياسي التركي محمد زاهد جول، لشبكة 964، أن فوز أردوغان، لن يغير شيئا على مستوى استقبال العراقيين ومنح تأشيرات السفر، لأن هذه سياسة دولة وليست سياسة حزب، وسفر العراقيين إلى تركيا يخدم مصلحة أنقرة.

لكن جول أكد أن فوز “العدالة والتنمية” بدورة رئاسية جديدة، سيعني المزيد من التسهيلات ضمن تفاهمات مع الدولة العراقية، وأي تغيير محتمل، سيكون في إطار مهني وليس في إطار رسم سياسة جديدة للعلاقة.

السياسة الخارجية

يقول الباحث السياسي، إياد العنبر، لشبكة 964، إن فوز المعارضة سيبقيها منشغلة بالداخل أكثر من القضايا الخارجية، لكن “المشاكل المرتبطة بالعراق ستبقى دون رؤية جديدة أو سلوك حقيقي”.

ويضيف العنبر، أن “كسب المعارضة للمعركة سيكون نقطة تحول في المنطقة، وخسارة أردوغان بعد حكم 20 عاماً تعني هدم آخر قلاع الإسلام السياسي”، على حد تعبيره.

ولا يعول العنبر كثيراً على التغيير في تركيا، طالما بقيت “الدولة العراقية هشة، ولا يمكن في حالتها الحديث عن إستراتيجيات مستقبلية بشأن التعاطي مع أحداث إقليمية أو دولية، وتحديد بوصلة الأعداء والأصدقاء.

في المقابل، يشير الخبير التركي جول، إلى “رغبة بالتغيير في الشارع التركي، سيما أن المعارضة ستسيطر على البرلمان حتى وإن لم تكسب الرئاسة، ما سيفرض على أردوغان تغييراً في منهجه السياسي، نتيجة تقلص صلاحياته، من خلال تحالفات جديدة تدعم وزنه السياسي”.

الاستثمار والتبادل التجاري

تغيير الرئيس أو الحكومة في تركيا لن يؤثر على العلاقات التجارية والاستثمارية مع العراق، كما يصرح الخبير الاقتصادي، عبد الرحمن المشهداني، لشبكة 964، إذ يوجد استيراد بنسبة 10% ويصل إلى 14 مليار دولار سنوياً من التصدير التركي إلى العراق، وهذا الحجم من التبادل التجاري لن يخسره أي نظام سياسي بغض النظر عن الرئيس في ظل أزمة تركيا الاقتصادية.

لكن نوح يشدد على خفض التوقعات من المعارضة، “التي سنشهد معها في حال الفوز فترة من الهدوء”، فيما يرهن حل المشكلات بين البلدين “بحكومة تركية قادرة على صياغة فهم جديد للمنطقة وإجراء مراجعات ثقافية كبرى في المجتمع التركي”.

افتتاح

افتتاح "زيت" رسمياً هذا الأسبوع.. معبر حدودي جديد بين كردستان وتركيا