النفط والزيوت تغير الطعم

الصيادون أسفل جسر الدورة: أسماكنا لا يشتريها أحد والملوّثات تملأ دجلة (صور)

الدورة (بغداد) 964

انحسر عمل صيادي الأسماك تدريجياً، في واحدة من أكثر المناطق التي كانت مفضّلة عندهم في نهر دجلة، حيث تحوّلت المنطقة أسفل جسر الدورة باتجاه معسكر الرشيد، إلى بؤرة ملوّثة بالنفط والمياه الثقيلة ومخلفات محطات الكهرباء وغيرها.

التفاصيل:

صيادو السمك أسفل الجسر يشكون من تأثير الملوّثات على طعم الأسماك التي يصطادونها وبالتالي تراجع مبيعاتهم منها.

المشكلة بدأت قبل سنوات واتسعت تدريجياً حتى باتت تهدد عمل العشرات في هذه المهنة مع ابتعاد الهواة عن الصيد في هذه المنطقة.

الكثير من صيادي السمك في هذه المنطقة هجروا مهنتهم، لكون الأسماك التي يصطادونها لا يشتريها أحد منهم لطعمها المليء بطعم النفط.

كريم الجبوري – أحد صيادي السمك لشبكة 964:

دائما أصيد السمك من النهر، غياب الرقابة جعل من غالبية الدوائر القريبة من النهر ترمي مخلفاتها النفطية والمواد الكيمياوية في نهر دجلة.

ابتداءً من منطقة الدورة قرب محطة الكهرباء مروراً بدوائر الكهرباء ومعسكر الرشيد ودائرة الزيوت النباتية و المجاري على الأغلب في بغداد كلها أماكن ملوّثة للنهر.

يكون في السمك طعم نفط بسبب مصافي النفط، ومحطات توليد الكهرباء تكون قريبة للشط لحاجتها للماء.

أحياناً يكون هنالك تسرّب وليس شرطاً فقط رمي المخلفات.

قمر زكي – صياد سمك:

غالبية أنواع السمك المصطاد فيه طعم نفط بسبب الملوّثات المرمية في النهر.

نسمع من سنوات بأن أنبوب النفط المغذي لمصفى الدورة العابر من تحت النهر فيه مشكلة من أيام الحرب.

علاء رعد – أحد الزبائن:

كنت اشتري السمك من السوق القريب وكان يظهر فيه طعم النفط فلم نتمكّن من أكله.

أصبحنا نشتري من الأسواق الرئيسية حيث يجلبون السمك من نهر الفرات ومن مناطق بلد وغيرها في صلاح الدين.

في نهر الفرات وبعض مناطق نهر دجلة خارج بغداد، ليس هنالك ملوّثات كتلك التي تنتشر في النهر بدءا من دخوله العاصمة وحتى خروجه منها.

سلمان خير الله – جمعية حماة دجلة:

حجم التلوّث عالٍ جداً في نهر دجلة، وأهم مصدرين له هما المصفى ومحطة الكهرباء.

وفقاً للإحصائيات التي عملت عليها عام 2011 كانت معدلات التلوّث عالية لأن محطة التصفية لم تكن تعمل بشكل جيد في السنوات الأخيرة، كما أبلغني العاملون في المصفى.

التلوّث الذي تسبّبه محطات الكهرباء من خلال استخدام مياه النهر لتبريد المحركات وإرجاع المياه بشكل مباشر إلى النهر بارتفاع في درجة الحرارة بحدود 5 درجات سيليزية يؤدي إلى نقص الأوكسجين و موت الأحياء القريبة.

Exit mobile version