الوزير حيان يقترح البحر بديلاً

صورة أوضح عن حقن الحقول: آبار النفط تبتلع نصف مليار لتر يومياً من مياه البصرة

رامي الصالحي – 964

يهدر العراق يومياً مليارات الألتار من المياه العذبة خلال عمليات حفر واستخراج النفط، عبر عملية “الحقن”، وفيما تشكل المياه المستخدمة نسبة كبيرة من الحصص المائية للمناطق المنتجة للنفط، تنتظر الحكومة من شركة فرنسية ربط حقول الجنوب بمياه البحر المالحة، لترشيد استهلاك المياه العذبة، الشحيحة أصلاً.

ويمتلك العراق، وفقاً للبيانات المعلنة، 115 حقلاً نفطياً فعالاً، باحتياطي يبلغ 311 مليار برميل.

وتعتمد الحقول النفطية والمصافي الأخرى، على مياه الآبار، في حال عدم وجود نهر أو بحيرة بالقرب منها:

  • حقول كركوك: المياه الجوفية ومياه الزاب الأسفل.
  • حقول البصرة: مياه دجلة قرب القرنة ومياه الآبار لحقول غرب المحافظة.
  • حقول الموصل: نهر دجلة.
  • حقول خانقين: مياه نهر الوند.
  • حقول ذي قار وميسان: مياه دجلة والأهوار.

ما هو الحقن؟

كجزء من عمليات الاستخراج النفطي، يتم حقن آبار النفط بالمياه للحفاظ على التوازن ودفع النفط الخام إلى أعلى نقطة ممكنة داخل الآبار.

ويتم حفر آبار حقن المياه بين آبار النفط، وفي حال وجود 4 آبار نفط تحفر بئر واحدة للحقن، على مسافة متساوية عن الآبار الأربعة.

ومع مرور الوقت، يتوجب زيادة كميات المياه المحقونة في الآبار، وفقاً لعمر البئر النفطية.

وعدا الآبار فإن المصدر الآخر هو مياه نهر دجلة، إلى الشمال قليلاً من مصبه في شط العرب.

يقول علاء البدران، وهو خبير بشؤون المياه، إن “الحقول النفطية في البصرة لوحدها، تستهلك 7 أمتار مكعبة من المياه في الثانية الواحدة”.

وعلى أساس هذه المعادلة، تستهلك البصرة نحو 6.5 في المئة من حصتها الكلية من المياه لأغراض الحقن النفطي. إذ تبلغ حصة البصرة من المياه، بحسب التقسيمات الحكومية، 60 متراً مكعباً من المياه كل ثانية تأتي من نهر دجلة.

ويضيف البدران، لشبكة 964، أن “هذه الكميات التي تذهب إلى القطاع النفطي كبيرة مقارنة بحصة البصرة من المياه العذبة، وفقا للتقسيمات الحكومية”.

السوداني يدعو إلى التدخل الدولي العاجل لمعالجة انخفاض ...

السوداني يدعو إلى التدخل الدولي العاجل لمعالجة انخفاض مناسيب دجلة والفرات

وبحسب أرقام هيئة حقول الرميلة، شمالي البصرة، وهي حقل عملاق يضم أكثر من 630 بئراً نفطية، فإن معدل حقن الماء بلغ العام الماضي نحو مليون ونصف المليون برميل يومياً، أي ما يعادل 223 ألف متر مكعب في اليوم، مقابل إنتاج نحو مليون برميل نفط يومياً، وهو ما يؤكد التقديرات التي تشير إلى أن حقول البصرة تستهلك نحو 7 أمتار مكعبة من الماء في الثانية.

لكن مصادر المياه العذبة في مدينة البصرة مهددة، منذ سنوات، بتمدد اللسان الملحي القادم من البحر، والذي وصل العام الماضي إلى نحو 5 أميال بحرية في عمق شط العرب.

نظرة إلى الأمام

قبل أيام، وخلال جلسة لمنتدى العراق الذي أقامته مؤسسة “ميري”، أعلن وزير النفط حيان عبد الغني، أن العقد المبرم مع شركة “توتال” الفرنسية، يشمل إنشاء مشروع لنقل مياه البحر من الخليج العربي إلى حقول النفط الجنوبية، لاستخدامها في عمليات الحقن، بدلاً من استخدام مياه الأنهار والمياه الجوفية.

ويقول الخبير النفطي صباح علو، لشبكة 964، إن “العقد سيمّكن من نقل المياه من الخليج إلى الحقول في الرميلة وغيرها، لأن الشركات تعتمد على المياه الحلوة في منطقة القرنة، منذ أكثر من 60 عاماً”.

ومن المرجح أن يوفر هذا المشروع عند تشغيله، نحو نصف مليون متر مكعب من المياه العذبة المهدورة لأجل العمليات النفطية، وفقاً للخبير علو.