80 كم عن أقرب فندق

أهوار الجبايش تفكر بجدية بعد قفزة في عدد الأجانب: كيف نغريهم لإطالة الإقامة؟

الجبايش (ذي قار) 964

يمتد موسم السياحة في ذي قار، 7 أشهر، من مطلع أيلول، إلى أواخر نيسان، وقد تضاعفت أعداد السياح الأجانب في الموسم الحالي، لكن السائح مازال مضطراً لقطع عشرات الكيلومترات بين مناطق الأهوار وفنادق مدينة الناصرية.

وتبعد الأهوار عن الناصرية، مركز محافظة ذي قار، أكثر من 80 كم، وهي المسافة التي يضطر السائح لقطعها، فقضاء الجبايش الذي يضم أشهر الأهوار، مازال بلا فنادق أو دور استراحة لائقة.

قفزة في عدد الأجانب

تستقبل ذي قار، في كل موسم ما بين 20 إلى 25 ألف سائح، بينهم نحو 200 إلى 300 أجنبي فقط، إلا أن الموسم الحالي شهد قفزة بأعداد السائحين الأجانب، ويقول مدير قسم سياحة ذي قار، أسعد حسين، إن أعداد الأجانب هذا الموسم، تجاوزت 1500 سائح من جنسيات مختلفة، بمعدل أكثر من 200 سائح أجنبي شهرياً، كان من بينهم أكثر من 60 شخصية دبلوماسية بين سفير دولة وقائم بالأعمال، آخرها منذ شهرين زيارة وزيرة الخارجية الألمانية.

يوم واحد للأهوار

ورغم انتعاش الحركة السياحية، فإن المبيت قرب الأهوار مازال أمراً صعباً، الأمر الذي يجبر السائح على تقليص فترة إقامته إلى يوم واحد، من الصباح إلى المساء لتبدأ رحلات العودة إلى الناصرية حيث الفنادق، أو أن يبقى السائح في ضيافة أهل الأهوار أو في مضايف القصب العائدة لشيوخ القبائل.

السائحون الذين ينوون إقامة طويلة في الأهوار، يصطحبون معهم أدوات الطبخ، أو يكلفون أحد أصحاب الزوارق بإعداد وجبات الطعام في بيوتهم والتي عادة ما تكون “السمك المسكوف”، وهو رغم دفئ العلاقة وكرم الضيافة، يبقى أمراً غير مريح بالنسبة للسائح الذي يطمح للحصول على خدمات فندقية كاملة.

ضيافة السكان أو جهود تطوعية

يقول مسؤول منظمة الجبايش للسياحة البيئية رعد حبيب الأسدي لشبكة 964، إن السكان المحليين وبعض المنظمات يتولون تقديم كثير من مهام الفندقة والعناية التي يحتاجها السائحون، وقد أنشأ الأسدي بالفعل، مع ناشطين آخرين دار استراحة من المواد الطبيعية المكونة للأهوار، تتسع لـ 20 فرد يمكن الجلوس والمبيت بها مقابل مبلغ رمزي لتغطية نفقات المكان.

الأجانب يستطيعون الاسترخاء في الجبايش: بيوت من القصب و...

الأجانب يستطيعون الاسترخاء في الجبايش: بيوت من القصب والطين آمنة ومريحة (صور)

هموم فنادق الناصرية

في الناصرية، 3 فنادق رئيسية فقط، يمكن وصفها بالسياحية تتراوح بين ثلاثة إلى أربعة نجوم، وتعتمد على السائحين الأجانب فقط، فالسواح العراقيون يعودون إلى مدنهم في يوم الزيارة ذاته.

عماد طارش صاحب فندق الزيتون في الناصرية يقول لشبكة 964، إن واحدة من المشاكل التي يواجهها عدم تخفيض أسعار وقود “الكاز” المستخدم للمولدات عند انطفاء التيار الكهربائي، بالإضافة لعدم وجود قروض خاصة بفوائد قليلة لكي تغطي نفقات الشراء، وإن أغلب الفنادق هي ضمن القطاع الخاص، وبالتالي لا تستفيد من تسهيلات قانون الاستثمار مثل الإعفاء الضريبي أو استقدام العمالة الأجنبية.

مشاريع واعدة تنتظر التوقيع

قائممقام قضاء الجبايش -الذي يضم أكبر الأهوار- كفاح محمد يقول لشبكة 964، إن مدينته تحتاج بالفعل إلى اهتمام حكومي، لكنه يؤكد وجود مساعٍ للحصول على تخصيص مالي لإتمام مشروع مدينة ترفيهية مع فندق ضمن تخصيصات صندوق إعمار ذي قار.

يقول محمد إنه ينتظر إقرار موازنة العام 2023، لاستكمال مشروع قد يحدث نقلة واضحة حتى في سلوك السائحين، وفترات إقامتهم في الجبايش.

ويقول مدير قسم السياحة أسعد حسين لشبكة 964، إن ثمة مشاريع سياحية طرحت للاستثمار ومازالت الإجراءات الإدارية غير مكتملة، منها مدينة سياحية تقع على ضفاف الفرات جنوب شرق الناصرية وبمساحة تصل إلى 200 دونم.

وبحسب المخطط تتضمن المدينة السياحية 400 شاليه، وفندقاً من الدرجة الأولى، وبرجاً سياحياً بارتفاع 60 متر، ومسبحاً مغلقاً ومركزاً تجارياً، وآخر ثقافي، ومدينة ألعاب ومرسى للزوارق، بالإضافة إلى قرية سياحية تم وضع الحجر الأساس لها عام 2019 في حين لايزال العمل على إكمال الإجراءات الروتينية من موافقات بعض الدوائر المحلية والمركزية مستمراً مع توقف أعمال المشروع.