الترهل ممنوع في مكافحة الإرهاب

الكروش تكبر في مطابخ الجيش العراقي.. الجنود يهربون من القصعة إلى الزيت والنشويات

بغداد – رامي الصالحي

تشير قائمة الطعام الخاصة بالجيش العراقي، إلى وجبة إفطار صحية نسبياً، لكن “مينيو” الغداء يجبر الضباط والجنود على طبخ طعامهم بأنفسهم، ما قد يفسر تفشي البدانة في صفوف العسكر، رغم الحملات المتكررة لإجبارهم على إزالة “الكروش”.

ويخضع القبول في الكليات العسكرية لشروط عدة، أبرزها النجاح في اختبارات اللياقة البدنية، فضلاً عن تدريبات مكثفة يتلقاها الجنود، خلال فترة دراستهم.

ومع ذلك، يظهر جنرالات الجيش العراقي على شاشات التلفزيون وفي مناسبات عامة، وتبدو عليهم أحياناً علامات بدانة مفرطة.

ماذا حدث؟

في تشرين الثاني الماضي، وجهت قيادة القوات البرية تعليمات، مفادها أن الضباط “المترهلين” سيحالون إلى التقاعد في حال عدم تمكنهم من خفض أوزانهم، بعد زجهم في “دورات المترهلين”.

ومع أن الضباط يخضعون لفحص الوزن دورياً، إلى أن التوجيهات الجديدة تلزم قائد القوات البرية باستضافة عدد من الضباط بعد كل ميزان، للتأكد شخصياً من دقة تقارير فحص الوزن، لتلافي التلاعب والتنسيق بين الضباط ومراكز الفحص.

ضابط برتبة رائد في وزارة الدفاع، قال لشبكة 964، إن “رئيس الأركان أمر بمحاسبة جميع الضباط والمنتسبين الذين يعانون من السمنة المفرطة، وتم تشكيل لجان خاصة بذلك”.

ترقية المنتسبين ممنوعة مع

ترقية المنتسبين ممنوعة مع "الكرش".. دورة عسكرية للرشاقة في ديالى

وتعمل هذه اللجان، وفق الضابط، على مراقبة الأوزان مقارنة بالطول، فيما يُمنح الضابط البدين، مهلة لإنقاص وزنه، بما يتلاءم مع طوله، أو يُحال على التقاعد.

وتعتمد اللجان المعيار الطبي المعروف بـ”الطول ناقص مئة”، مع منح كبار السن سماحاً في بعض الوزن الزائد، عند إجراء الفحص المقرر كل 6 شهور، في مستشفى الحسين التعليمي.

وبحسب ضباط في الدفاع، فإن الزام منتسبي الجيش بوزن محدد، وإخضاعهم للفحوصات الدورية يحتاج إلى مزيد من الوقت لتقبل الأمر والاعتياد على نظام غذائي لا يشبه ثقافة المطبخ العراقي.

انتكاسة الغداء

تشير قائمة الطعام الخاصة بمنتسبي الجيش، إلى تقديم الأجبان والقيمر المستوردين، وكذلك الصمون والحساء والشاي والبيض المسلوق، صباحاً.

ويؤكد منتسبون أن تلك اللائحة مقبولة، لكن الانتكاسة تحدث في وجبة الغداء، حيث يطبخون طعامهم، بعيداً عن “المينيو” العسكري، باستخدام النشويات والدهون.

ويتناول الجنود وجبة الغداء من المذاخر، وتتكون عادة من الرز والمرق بأنواعه، كما تُضاف اللحوم، مرة كل أسبوع، فيما يُقدم البيض مع البطاطا، أو البيض مع البصل، أو الطماطم المقلية، عند العشاء.

لكن أحد المنتسبين، قال، إن وجبة الغداء “لا تطاق”، إذ يستخدم الرز الرديء، بجودة أقل من الصنف الذي يوزع في الحصة التموينية، ويقدم وهو غير ناضج، كما أن المرق يطبخ بشكل سيئ، لا يمكن تناوله وفق معايير الأطباق العراقية”.

وأضاف المنتسب، الذي رفض الكشف عن اسمه لشبكة 964، أن “اعتماد الكثير من الجنود على أنفسهم في طبخ طعامهم فسح المجال لعدم الاكتراث بالطعام الصحي”، مشيراً إلى أن “الضباط غالباً لا يتناولون طعام المذاخر، بل يُطبخ لهم بشكل جانبي، غالباً ما تكون من مطاعم خارجية”.

3 وصفات للبدانة

تقسم البدانة إلى ثلاث فئات في مفاهيم الطبابة العسكرية، وهي الزيادة والسمنة والترهل، فإذا كان طول الضابط، على سبيل المثال، 170 سم، ووزنه من 70 إلى 80 كغم، فيدرج تحت لائحة الزيادة والسمنة، أما إذا كان وزنه أكثر من 80 كغم فيُعد جسمه مترهلاً.

ولا يوجد إحصاء دقيق لعدد الضباط والمنتسبين البدينين الخاضعين للفحص والترشيق، لكن تقديرات رسمية تشير إلى أنهم بالآلاف.

ويشدد الخبير الأمني عياد الطوفان، على ضرورة الاعتناء بملف إطعام الجنود، فيما يتحدث عن “شبهات فساد عديدة في هذا الجانب، وهي ما تؤثر على لياقتهم البدنية”.

ويحذر الطوفان، خلال حديثه لشبكة 964، من زيادة اندماج الضباط العاملين في الوحدات مع المجتمعات المحلية، حيث يحضرون الحفلات الدسمة في مناسبات الزفاف والولائم، مؤكداً أن “السياقات العسكرية في العراق تمنع دخول الضباط في حفلات كهذه خصوصاً وهم يرتدون الزي العسكري”.

“سمنة” الداخلية

في وزارة الداخلية يبدو الحال مختلفاً عن الدفاع، وهذا يعود بحسب المتحدث باسم الوزارة، اللواء خالد المحنا، إلى “خطة جديدة لإعادة تأهيل وتدريب جميع العناصر الأمنية خاصة أفراد القوات القتالية”.

ويضيف المحنا، لشبكة 964، أن “الوزارة فرضت إقامة دورات تأهيل وتدريب تشمل جميع منتسبي الوزارة، من أجل زيادة اللياقة البدنية، باعتبار هذا الملف من أولوياتنا خلال الفترة المقبلة”.

ماذا عن مكافحة الإرهاب؟

على الضفة الأخرى، فإن هذا النقاش، غير موجود في جهاز مكافحة الإرهاب، بسبب السياقات الصارمة، التي تتبعها هذه المؤسسة.

ويقول ضابط برتبة ملازم، إن “سياق الجهاز يتضمن فرض تدريبات مستمرة للوحدات الملتحقة، 14 يوماً في الشهر”.

ووفقاً لحديث الضباط، فإن جميع المنتسبين مع الضباط لغاية رتبة رائد، يخضعون إلى فحص مستمر لاختبار الوزن شهرياً قبل منحهم إجازتهم الشهرية، فيما يخضع الضباط المستحقون للترقية إلى فحوصات صارمة.