يتطلب إعدادها 30 يوماً أحياناً
الجنوب يتجهز للعيد بتجفيف السمك.. “مسموطة” تتنوع بالبهارات وخلاف على إضافة الباميا
الهارثة (البصرة) 964
امتلأت محلات السمك في سوق “كرمة علي” التابعة لقضاء الهارثة شمالي البصرة، بكميات كبيرة من الأسماك المجففة خصيصاً لإعداد أكلة “المسموطة” المطلوبة في صباح عيد الفطر، لوجبة “كسر الصيام”.
التفاصيل:
تتصدر “المسموطة” قائمة الاكلات الموسمية في جنوب العراق، وتمثل أطول فترة إعداد لطبق الفطور الصباحي في العيد، حيث تستمر العملية لشهر كامل.
اسمها مُشتق من فعل “سمطَ” أي وضع عليه ملحاً كثيراً ونشره ليجف، اذ تُعلق الأسماك على الحبال لتجفيفها.
يؤكد باحثون انها طبق من عصور غابرة، اذ كان السومريون، في الألف الثالث قبل الميلاد، يجففون السمك بالطريقة ذاتها، كخزين غذائي يستخدم في موسم شح الصيد، وتجفيف اللحوم طريقة معروفة في مختلف الحضارات.
“حجي علي” بائع سمك مجفف لشبكة 964:
محلي واحد من أكبر محال بيع سمك المسموطة في شمال البصرة، واعمل بهذا المجال منذ سنوات.
الأهالي يأكلون المسموطة في كل أيام السنة لكنهم يفضلونها في “عيد الفطر”، فهي من تقاليد العيد في جنوب العراق، لتعويض الاملاح المفقودة أيام الصيام.
حالياً بدأنا بتجهيز الأسماك وتعليقها استعدادا لطبخها في “عيد الفطر”.
نشتري السمك الخاص بهذه الاكلة مثل (الضلعة، الشانك، والگباب، والشلك)، ونقوم بتنظيفه وغسله وتمليحه بكمية كبيرة، ثم نغلق السمكة ونتركها معلقة لتجف، لمدة تتراوح ما بين (12 – 24) ساعة حتى تتشبع بالملح.
بعدها نغرس عودا من الخشب في السمكة لكي تبقى مفتوحة ونعلقها في الظل أو أجواء مشمسة.
مدة تجفيف السمكة، لكي تصبح صالحة لإكلة المسموطة، تتراوح ما بين أسبوع وشهر حسب نوعها.
الأسعار مختلفة، فسمكة “الضلعة” سعرها 25 الف دينار، والصبور الناعم بـ 15 الفا، وبقية الأنواع بـ 7 آلاف، تبعا للحجم، والسمكة المفضلة لدى الجميع في أكلة المسموطة هي “الضلعة”.
طريقة طبخ المسموطة متنوعة بين مناطق البصرة والجنوب، من حيث البهارات والقلي والسلق الخ حسب الذوق والوصفات، وخلاصتها سلق السمك المجفف بالماء، مع إضافة البهارات، والبعض في الأهوار يفضل إضافة “البامية” الى القدر، وتقدم مع الخبز، انها “تشريب سمك مجفف” خاص بمذاقه.