فتح مواجهة مع المندي والكنتاكي
شيف أبو علوش بدأ يقدّم “آش” كربلاء لا النجف: الدافع “وطني” والأسعار “بلاش”
كربلاء – 964
يمازح الشيف الكربلائي “أبو علوش” متابعيه من النجف، ويقول لهم إنه سيقدم في مطعمه الجديد، “القيمة النجفية”، لكنه سيقدم “الآش” على الطريقة الكربلائية، لا النجفية، فبين الطريقتين فارق كبير.
علي سعيد، أو “أبو علوش” كان من أوائل الطباخين في كربلاء، الذين استخدموا صفحات التواصل الاجتماعي لتسويق منتجاتهم، وحاز شعبية كبيرة، خاصة بعد أن قدم سلسلة أعمال خيرية، فهو يدير “المطبخ الخيري” الذي يقدم وجبات طعام مجانية للمحتاجين، وسبق أن وضع ثلاجة خارج مطعمه، تتيح للمحتاجين أخذ ما يحلو لهم دون الاضطرار إلى مذلة الطلب.
قبل نحو 10 سنوات، اشتهر “أبو علوش” بفيديوات تعليمية عن أشهر الأطباق العراقية أو غيرها، لكن انشغاله مؤخراً بمطعمه، دفع إلى تقليل تلك الفيديوات.
افتتح الشيف الكربلائي مطعماً في منطقة الحر وسط المدينة قبل سنوات، يقدم الوجبات السريعة والسلطات، لكنه انتقل مؤخراً إلى شارع أحمد الوائلي القريب من مركز المدينة، ومن هناك بدأ يغيّر محتوى قائمة مطعمه.
جديدُ “أبو علوش” في رمضان هذا العام، هو تغيير جذري في القائمة، فقد قرر تبديل اسم مطعمه إلى “مطعم الآش الكربلائي والقيمة النجفية”، ويبدو أنه سيتخصص بتقديم هذين الطبقين الشهيرين.
و”الآش” من الأطباق المتداخلة بين المطبخين العراقي والإيراني، ويحتوي على تشكيلة تصل إلى 9 أصناف من البقوليات، ومجموعة من الخضار، على رأسها السلق، ويكون قوامه سميكاً، وذا لون أخضر قاتم، ويحافظ الطبق على مكوناته من البقوليات حتى بعد الطهي، وهو بذلك يميل إلى الطريقة الإيرانية.
يقدم المطبخ النجفي “الآش” بطريقة أخرى، فمكوناته تكون أقل تنوعاً، ويميل لونه إلى البنّي، وتختفي ملامح المكونات بسبب طول فترة الطهي، ويقترب من كونه حساءً، ومن أجل هذا، يكرر “أبو علوش” في إعلاناته المتكررة، أنه سيقدم في النسخة الجديدة من مطعمه، “الآش” بالطريقة الكربلائية، لا النجفية.
يصالح “أبو علوش” متابعيه من النجف، ويعد بتقديم “قيمة” نجفية، ولهذه الأخيرة، طريقة صعبة في الإعداد، فهي تتكون من اللحم والحمص ومكونات أخرى، لا يجري فرمها، بل دقها دقاً ب “الطخماخ” وهي مطرقة خشبية عملاقة، ويكون قوام “القيمة النجفية” سميكاً أيضاً، على عكس “القيمة” التي يصنعها أهل بغداد وكربلاء، والتي تكون أكثر سيولة، وأقرب إلى “المرق”.
في المستقبل، يقول أبو علوش إنه سيقدم طبق “التمن كلم” (الرز بالكرنب)، وهو طبق تقتصر شهرته في العراق على أحياء كربلاء القديمة، وبعض المناطق الأخرى.
مازال نشاط “أبو علوش” التجاري داخل نطاق الأجواء المحلية العفوية في التسويق، فهو يستخدم قوالب إعلانية بدائية على صفحته في فيسبوك، كما يظهر مخاطباً زبائنه، بهيئته الطبيعية، دون اعتماد أيٍ من معايير “إتيكيت” المطاعم، لكنه رغم هذا، واحد من أكثر الطهاة شهرة وشعبية في كربلاء.
في منشوره التسويقي الأخير، يمنح “أبو علوش” بُعداً وطنياً لقراره بتقديم “الآش والقيمة”، ويقول إنه سيستمر بذلك مهما كانت النتائج على مستوى الأرباح، فهو يضع خطوته الأخيرة في سياق “الدفاع عن المطبخ العراقي والكربلائي”، بوجه الكنتاكي الغربي، والمندي اليمني!.