الهارثة (البصرة)964
“لأنها أذكى من البقر وحليبها أدسم”، تحرص كل عائلة في منطقة “المَسحب”، شمالي البصرة وهي نهايات الأهوار الجنوبية، على تربية قطيع من الجاموس، ما يمنح المكان خصوصية ويتيح للقادم مشاهدة مناظر فريدة ونادرة، سجلت عدسة 964 بعضها عند خروج القطيع من جرف الماء الى اليابسة، وهي صور نقشت مثيلاتها على الألواح السومرية قبل آلاف السنين، اذ تحتاج هذه الحيوانات الى البقاء لساعات غاطسة تعوم في الماء، لتبريد أجسامها التي تنتج كميات كبيرة من الحليب الدسم الصالح لإنتاج القيمر واللبن.
ولارتفاع أسعار الجاموس، الذي يصل أحياناً إلى 5 ملايين دينار، فإن عائلات الهور تهتم كثيراً بقطعانها، لدرجة أنها تعتبر الجاموس جزءاً من الأسرة، وتطلق عليها أسماءً لمناداتها.
لفتة فالح، مربي جاموس، لشبكة 964:
“فتحت عيني على هذه الدنيا” ووجدت عائلتي تربي الجاموس، فهي جزء من حياتنا في هور المَسحّب.
نعتبر الجاموس فرداً من العائلة، ونطلق عليها أسماء مثل البشر، أحياناً نناديها فتنتبه للاسم وتتحرك.
هذا الجاموس مثلاً اسمه “صبيّح” وتلك “شيلة” و”الغوشة”.
الله منح الجاموس الذكاء، خلافاً للبقر التي لا تفهم، كما أن حليبها أفضل بكثير.
أسعار الجاموس مرتفعة، وتتراوح بين (2-5) ملايين دينار، ويرتفع السعر مع ازدياد الحجم، وكذلك اللون، فالجاموسة السوداء هي المفضلة، أما الشقراء فسعرها أقل.
هناك أماكن لبيع الجاموس، مثل “مركز بيع المواشي”، في القرنة والزبير.