خبراء يفسرون لـ964

الولادات أقل من عهد صدّام حسين.. العادات تتغير لكن الانفجار السكاني قادم

964

رغم تأكيد الخبراء ان معدل النمو السكاني في العراق انخفض وأصبح أقل مقارنة بعهد صدام حسين الذي كان يحظر حتى حبوب منع الحمل، إلا ان عدد السكان في الأعوام الأخيرة يتجه نحو نوع من “الانفجار” وبنحو مليون نسمة في كل عام، حتى كسر حاجز الـ40 مليونا.

ويفسر استشاري طب الأسرة، الدكتور حسن القزاز، ذلك بأن “العائلة العراقية بعد سقوط النظام، بدأت بالاطلاع على طريقة الحياة الحديثة لبلدان العالم المختلفة، خلال الانفتاح الاعلامي واستئناف السفر بعد عقود من العزلة، كما أدرك الأزواج أن زيادة عدد الأطفال لا مبرر لها، والأهم مع تعقيد الحياة هو توفير مستوى أفضل في التعليم، والرعاية الصحية والرفاهية” ما أدى إلى انخفاض معدلات النمو.

وتقول وزارة التخطيط، إن نسبة النمو السكاني مرتفعة في العراق حالياً، إذ تقدر بـ 2.6 في المئة، إلا أنها منخفضة عما كانت عليه قبل 20 عاماً، حيث كانت نسبة النمو 3.3 في المئة سنوياً.

ورغم ان الأرياف العراقية لاتزال تميل الى الولادات الكثيرة، لكن الحياة المعقدة في المدينة وتغير سياسات الدولة، شجع الأزواج على تغيير عادات الانجاب وصارت العائلة من طفلين ظاهرة شائعة، بينما لم يكن هذا امرا معتادا في الثمانينات، يوم كانت الدولة تمنع حتى حبوب منع الحمل، وتتفنن في رفع النمو السكاني مع حاجات متزايدة الى التجنيد في عصر الحروب والصراعات.

ويضيف استشاري طب الأسرة، الدكتور حسن القزاز لشبكة 964 أن “الوضع الاقتصادي مأخوذ بالحسبان بالنسبة للعائلات خلال السنوات الاخيرة، في ظل تزايد متطلبات الترفيه، وبالتالي فإن صاحب العائلة لا يمكنه توفير الرفاهية لعدد كبير من الأفراد”.

الزواج الثاني يرتفع 60% في الموصل.. والقاضي يرفض 5 طلبات يوميا

كيف حدث ذلك؟

ويقدر الجهاز المركزي للإحصاء في وزارة التخطيط، أعداد سكان العراق للعام الحالي 2023، بأكثر من 43 مليوناً، بزيادة تفوق مليون نسمة عن العام الماضي. ومنذ نحو عقدين، أخذت أعداد السكان في العراق، منحى تصاعدياً، رغم الاضطرابات والحروب التي عاشتها البلاد، فضلاً عن عوامل الإرهاب والفساد وغياب البنى التحتية، ويقول الخبراء ان ذلك حصل رغم ان معدل النمو انخفض مقارنة بعهد صدام حسين، وأن الزيادة الحاصلة في العقدين الاخيرين جاءت كنتيجة لتشجيع الانجاب في عهد حزب البعث.

المدير السابق، للتعداد السكاني في وزارة التخطيط، سمير خضير، يرى أن المسألة ترتبط بجملة عوامل، مثل ثقافة المجتمع ورغباته، فضلاً عن تحسن الوضع الصحي.

ويتابع خضير، خلال حديثه لشبكة 964 أن “الزيادات السنوية، أو الزيادة كل 20 سنة، ستكون أكبر من الفترة التي تسبقها، على رغم أن معدل النمو كان سابقاً أعلى من الوقت الحالي، لكن التضخم السكاني قادم على أي حال”.

“أربيل أولاً في الزوجة الثانية”.. 56 ألف زواج في كردستان خلال 2022

ماذا بعد؟

المتحدث باسم وزارة التخطيط عبد الزهرة الهنداوي، يؤكد أن الاتجاه العام نحو الزيادة خلال السنوات والعقود الماضية، أنتج في النهاية تضخماً في عدد السكان.

ويضيف الهنداوي في تعليق لشبكة 964، أن من المرجح ان يكون ال42 مليون نسمة الفعليين، والذين وُلدوا خلال العقود السابقة، نصفهم في سن الزواج والإنجاب، ما يفضي في النهاية إلى زيادة تُقدر بمليون نسمة سنوياً.

يتابع الهنداوي، كان العراق قبل عشرين عاماً، ضمن البلدان ذات نسب النمو العالية جداً، لكن هذه النسبة انخفضت الآن، حتى لو كان العدد يتزايد.

وتفيد دراسة للمعهد الوطني الفرنسي للدراسات الديموغرافية، مطلع العام الحالي، أن عدد سكان العراق سيبلغ 75 مليوناً، بحلول عام 2050.

يرى الصحفي في الشؤون الاقتصادية سلام زيدان، أن المسألة خطيرة، إذا ما قورن هذا الارتفاع بالواقع الاقتصادي، ونقص ظروف الاستثمارات والخدمات.

ويرى زيدان خلال حديثه لشبكة 964، أن “تزايد أعداد السكان، لا يرافقه تطور في التعليم والصحة والسكن، ما يستدعي إطلاق حملة واسعة، لتنظيم سياسات النسل، والتعاطي معها واقعياً”.

Exit mobile version